
من السهل جدا ان نتحدث عن فشل أو إخفاق أو بطئ العمليات العسكرية وتفشي الفساد والمحسوبية لكن لا أحد أو على الأقل معظم النقاد ينظروا إلى النصف الفارغ من الكوب هناك عمل ضخم وتضحيات جسام قدمتها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من مخابرات وشرطة في ظل واقع وظروف اقل ما يمكن ان نصفه بانه واقع استثنائي و مزرئ فرضته التحولات الكبرى التي شهدتها الساحة السودانية من تغير النظام أو سقوطه سميه ما شئت كل من ينكر أو يتجاهل الاستهداف التي تتعرض الدولة السودانية من قبل دول في الاقليم لصالح مشروعات إقليمية ودولية فهو يسقط جزء كبير ورئيس من النص لفهم الواقع والاحداث التي تجري في السودان والإقليم .
لذلك من الضروري جدا لفهم هذا الواقع ان نقرأ هذه التقاطعات بشي من الواقعية هذا لا يعني بالضرورة أن نسقط وتتجاهل الآثار التي ترتبت عليها من ضعف في أداء الدولة فهي آثار أو هزات ارتدادية نتجت بصورة رئيسة من التدخلات السالبة للاطراف التي كان جزء من توفيق الأوضاع السياسية والاقتصادية في السودان اعني بذلك الأمم المتحدة متمثلة في فولكر وغيرها من الأطراف ابدا لم تكن محاولتهم بناء لتعزيز الاستقرار والانتقال الامن للسلطة ٠
هذا الصراع كان حتميآ واي شخص أو مجموعة سياسية ترى غير ذلك تكون تجاهلت أو لم تدرك طبيعة القوة السياسية التي تحالفت مع مليشيا الدعم السريع الارهابية والدول الناعمه لها ونواياها وأهدافها من الوصول إلى السلطة من تغير شكل السلطة والمجتمع والمنطقة ككل خدمة لمشروع الصهيونية العربية رؤيتها للعالم والمنطقة ٠
لم تعد القراءات التضليلية التي تنتجها هذه الأحزاب لتوصيف الواقع تقنع المتابع للشان السوداني بالتاكيد لا تقنع المواطن السوداني قبل كل شي في محاولتها رسم مسار للعودة خاصة بعد فشل مشروع اختطاف الدولة ومصادرتها هذا لا يعني التخلي عن المشروع التي تدعمه الامارات نيابة عن الإمبريالية والصهيونية العالمية بقدر ماهو انتهاج مسار جديد يعمل على تفكيك الوحدة الوطنية الإصطفاف خلف القوات المسلحة والاجهزة الأخرى في معركة الكرامة الوطنية ٠
أي حديث عن مسارات سياسية في منتصف المعركة يعني الهزيمة والخيانة لدماء الشهداء والجرحى وآلاف من الضحايا والمغتصبات هذا الحديث قد يراه الكثير من الناس عاطفيا يتجاوز الواقعية السياسية من أجل الوصول للسلام وإنهاء الحرب الا ان الاقتصاص والمحاكمات تمثل جوهر الاستقرار وضمان الإفلات من العقاب والمسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية ٠
وهذا لا يعني ان نتغاضى أو نتجاهل الأخطاء الكارثية في حق الدولة من الأطراف المشاركة في معركة الكرامة بحجة الحرب وهذا أيضا لا يعنى باننا غير متفقون في قضايا أكثر أهمية من الأخطاء الفردية أو الجماعية فنحن متفقين في انهاء اي دور للمليشيا الارهابية وزراعها السياسي أكثر من اي وقت مضى والا فسقوطنا حتمي ٠




