آراء ومقالات

علي ادم احمد يكتب: الإنتهازية البغيضة لاتبني دولة  

أفريكا نيوز24

الفراغات التي بدأت تظهر في المشهد السياسي اكبر من ان تغطيها بعض  مجموعات الأحزاب والحركات المسلحة التي  عجزت في بلورة خطاب وطني سياسي بحجم التحدي الذي يواجه الدولة ويهدد وجودها ويجب أن نضع هذه النقطة بالتحديد في صميم معالجة الأزمة السودانية أثناء الحرب وبعدها.

الأن ينهش في جسد الدولة لينال  أي منهم حظه من السلطة دون أن يقدم شي أو يكون لهم كسب سياسي حقيقي يتمثل في إنتاج رؤى وصيغ سياسية حقيقية تنتشل البلاد من مازقها لذلك رأينا عاطلي الموهبة  في كل يوم ينشؤن  مليشياتهم المناطقية والإثنية في أطراف الدولة ليلحقوا بهذا البازار البغيض من الإنتهازيين والظواهر الصوتية النشاز.

هذه الصورة القاتمة بالتأكيد لن تكون مؤشر جيد لبناء عملية سياسية سليمة في مستقبل البلاد للاسف كثير من الكتاب والنقاد السياسيين لا يضعوا هذه الظاهر تحت مجهر النقد السياسي لأن معظم هؤلاء الكتاب سقطوا أيضا في فخ المناطقية والإثنية أو كانوا جزء من هذا الحراك الإنتهازي أو ايآ كانت دوافعهم.

هذا المؤشر أيضا ينذر بتغيرات كبرى في التعاطي السياسي بعد الحرب مع الأزمة السودانية المستفحلة والمستمرة ، فلجان المقاومة أو المقاومة الشعبية الغير مختطفة من  الأحزاب والجماعات المسلحة تعتبر أكثر ظاهرة وطنية صحية يمكن أن تلعب دور محوري في الحفاظ على البلاد ومكتسباتها السياسية والثقافية .

ومن الجيد العمل على دعم هذه المجموعات وتمكينها في العمل السياسي والاجتماعي لما تمثله من ظاهرة وطنية غير تقليدية في كبح جماح بعض  الأحزاب والحركات الإنتهازية ليس من الحكمة محاربتها بسبب ضغائن تتعلق بدورها في اسقاط النظام السابق فهى ليست كلها مختطفة من أحزاب تقدم فيها مجموعات من الشباب الوطني الغير منتمي صادق التوجهات فيهم من حمل السلاح في معركة الكرامة دفاعا عن الدولة وسيادتها هذه المجموعات تمثل حرفيا صمام امان الدولة السودانية في كل هذا المشهد المتداعي الفوضوي بفعل بعض الحركات والأحزاب الإنتهازية التي فشلت في إبراز مشروع سياسي وطني يواجهه مشروع إختطاف الدولة ٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى