آراء ومقالات

الهجوم على الشمالية ونهر النيل 

افريكانيوز24

 

 

الكورباج

الهجوم على الشمالية ونهر النيل

تشهد مليشيا  ال دقلو  مرحلة  من التخبط والانهيار التام وهو ماتعكسه تحركات عبدالرحيم دقلو غير المدروسة وتصريحاته التى تفتقر للاسس والمنطق، فمع اشتداد التضيق على قواته عسكريا ، لجأ الى  محاولات اعادة ترتيب اوراقه بتهديد اجوف مفاده  نقل المعركة الى الشمالية ونهر النيل فى خطوة   تعكس مصيبة الجهل وعدم التعليم.

وعبد الرحيم دقلو، المعروف في اوساط  المليشيا   بلقب اب كيعان ليس لحنكته القتالية، بل لقدرته الفائقة على الاختباء   والجري السريع من ساحات المعارك، هو نموذج للقيادي الذي يفتقر للمقومات ورغم ذلك يواصل اصدار الاوامر التصعيدية غير الواقعية ويعلن عن استهداف الشمالية دون النظر للفشل الميداني الذي تعانيه قواته فى المحاور المختلفة ،فحقد   ال دقلو وحواضنهم الاجتماعية للشمال   ليس مجرد صدفة، بل يعكس  عقدة  تاريخية عميقة،  فابناء الشمال كانوا  منذ  حقبة الاستعمار  اهل تعليم  فى الوقت الذي كان الجميع ينظر   للتعليم  كمهددا  للعقيدة الاسلامية!!  حدثني جدي لامي محمد بركة عبدالرحمن  “طيب الله ثراه” ان الانجليز كانوا  يجوبون القرى والمناطق الريفية ، يدعون الناس الى تسجيل ابناءهم للتعليم،  لكن كان اجدادنا فى الغرب  يخفون أبناءهم في الغابات ، خوفا  من ان  يكون التعليم وسيلة لنشر النصرانية بينهم!!

والواقع  ان المليشيا رغم امتلاكها للسلاح المتطور  والدعم اللوجيستي غير المحدود   الا انها بسبب الجهل والتخلف عجزت عن البقاء والاستمرارية وانهزمت حتى فى  الفاشر التي تعد  اكثر اهمية لها من الناحية النفسية والعسكرية ، وازا هذا  كيف يمكن لها ان تخوض معركة فى الشمال ذو البيئة الجغرافية القاسية والامتدادات الصحراوية المعقدة.

بالمناسبة تكشف الاحصائيات القبلية التي يجريها العمد والمشايخ في مناطق  حواضن المليشيا ان اكثر من 75٪ من الرجال  قضوا  فى هذه الحرب التى تفتقر للرؤية  السياسية والعسكرية من جانب ال دقلو، ومع استمرار هذا النزيف البشري، يصبح خيار الاستسلام أكثر واقعية من استمرار المعركة الخاسرة اذا كان  يهم العمد والمشائخ ان يكون لقبائلهم اثر .

وفى ظل معطيات الهجوم على الشمالية ونهر النيل كتغطية للهجوم على الفاشر فان  ال دقلو   يدفعون بمليشياتهم  نحو حتفها المحتوم، غير مدركين  ان كل هجوم  لاي  مدينة او ولاية لايقربهم الا خطوة من  نقطة اللاعود،  فالتاريخ لا يرحم المغامرين غير  المتعلمين ،وحتمية الهزيمة الساحقة  لم تعد مجرد احتمال، بل واقع يفرض نفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى