
تناولنا في مقالات سابقة
ثقافة الخوف ثم ثقافة الصمت واليوم نتناول الأمية
الثقافية، ان المعضلة الرابعة في وطنا هي الأمية الثقافية.
كانت وسائل الثقافة تشمل
الكلمة المقروءة، تطورت وسائل
الثقافة لتشمل الكلمه المسموعة والصورة. كان الكتاب هو المصدر الأساسي
في نقل الثقافة. ظهرت وسائل
أخري لنقل الثقافة مثل الراديو والتلفاز و الجريدة
الضوئية والفيديو. تطورت
تكنولوجيا الاعلام فأصبح
في مقدور الانسان-بفضل
الاقمار الصناعية-ان يتصل
بالعالم شرقه وغربه، شماله
وجنوبه في دقائق وهو جالس
في مجلسه. أصبح في مقدوره أن يسمع و يقرأ ويشاهد احداث العالم فور
وقوعها مباشرة سواء كانت
هذه الاحداث حرب او مونديال
كاس العالم اصبح العالم قرية
صغيرة. ان التقدم التكنولوجي
في مجال الاعلام والثقافة في
يعادل كل ما أنتجت البشرية
منذ خلقت اتاح التقدم التكنولوجي بدائل ثقافية
جديدة لانسان هذا القرن.
السؤال الذي يطرح نفسه
هو هل استفاد شعبنا… هل
استخدم هذه التكنولوجيا أم
أن مازال يعيش خارج خارطة
التاريخ.. مازال يرزح تحت
عب أميته الثقافية.
لماذا هذه الانتكاسة الثقافية
في العالم دون غيرنا. لماذا
انحسر المد الثقافي العالمي
عن دون غيرنا. هل نحن نعيش فترة انحطاط ثقافي
وفترة أمية ثقافية؟
مشكلتنا في انه لم نستخدم
هذه الوسائل في الوجه
الصحيح. تحولت هذه الوسائل
الي مواخير لقتل الفضيلة،
لقتل الطموحات و لقتل الفكر
بما تقدمه من أدب رخيص
وفن وقصة رخيصة وخبر
رخيص. شعبنا يموت وهو
يشاهد الأدب الرخيص والفن
الرخيص. ان هذه الوسائل
تزيد وتعمق الأمية الثقافية
في شعبنا.
ان شعبنا يجلس للتلفاز لا ليتعلم وانما ليملأ فراغه الكبير
.. التلفزيون تحول الي وسيلة
للترفيه وازجاء الفراغ وقتل
الوقت. هذه ليست دعوة ضد
الراديو او التلفاز وانما دعوة
ضد البرامج التي تقدم في
هذه الوسائل.
ما نحن في حاجة اليه هو محو الأمية الثقافية.
تابعونا في مقالات قادمة





