آراء ومقالات

علي ادم احمد يكتب : خطاب الكراهية والاقصاء وفشل التنظير للدولة والمواطنة

أفريكانيوز24

بدأت في الأوانه الأخيرة تطل مجموعات سياسية اثنية مصحوبة بنخب فشلت في ابراز وبلورة خطاب وطني يعمل على بناء الدولة وإستقرارها حقيقية لا أعرف قد يكون هذا مسار وإنحدار جديدة للأزمة السودانية يجب أن بفرد له مساحة من النقد والتشريح السياسي والإجتماعي لمعرفة بواعثه غير تلك التي تبرز من حين لآخر من مظلوميات وتهميش لأن كل أطراف الدولة ومركزها يعيش ازمة التنمية والتهميش ٠

اليوم نحن نعيش أزمة خطاب سياسي حقيقي فشل في معالجة الأزمة السودانية المتعلق بالهوية والسلطة والثروة ولا يمكن ان يحل بمثل هذه التوجه الذي تقوده مجموعات بخطاب اثني منغلق معادي ومتطرف لمفهوم الدولة حتى لمفهوم النظام الفيدرالي وقوانينه الموزعة بين الأقاليم والمركز بصورة واضحة تضمن الحقوق والواجبات المتعلقة بالسلطة والثروة والمواطنة لا أريد أن أخوض في فشل تجربة الحكم المحلي وقوانينه التي أسهمت بصورة كبيرة في الواقع المتشظئ سياسيا واجتماعيا .

هنا فقط اشير لمثل هذه التوجهات بتجارب تماثل الواقع السوداني وتشابه في الإقليم سوى كان في اثيوبيا التي توجهت للحكم الفيدرالي الإثني بعد نجاح الثورة وسقوط حكم منقستو الإستبدادي لقد نشأت دول داخل الدولة حرفيا لديها قوات دفاعها التي تتكون عشائريآ بلا اي هوية وطنية وعقيدة قتالية واحدة مع الجيش الوطني للدولة هذا واضح في كل أقاليم اثيوبيا على المستوى القريب والبعيد فهو مهدد لوحدة الدولة وسيادتها ٠

اما النموذج الآخر ما بدا يتشكل في ليبيا من أنظمة ذات إختلافات عميقة في التوجهات الكلية للدولة سوى في طرابلس أو بنغازي أو طبرق ولا يمكن ان يعالج الواقع الليبي في المنظور القريب لتداخل التقاطعات الدولية والإقليمية ونتيجة لهذا الصراع لا يمكننا التحدث عن دولة ليبية واحدة بل ثلاثة دول في الواقع ٠

اما النموذج الأخير فهي الصحراء الغربية ومعضلة الوحدة مع الدولة المغربية والنزوع للإستقلال برؤية عرقية مناطقية ٠ هذا بالتاكيد لا يعني إلغاء حقوق سكان الأقاليم في السلطة والثروة لكن وفق شروط وخطاب وطني يعمل على بناء الدولة وإستقرارها وليس بهذا الخطاب المدمر و المهدد لوحدة الدولة

معظم دول العالم تتكون من مجموعات عرقية وإثنية وكثير منها نجح في بناء خطاب وطني وبقوانين تحمي حقوق سكان الإقليم اليوم اروبا والدول المتقدمة تتكون من معظم سكان العالم وعرقياته ولهم كامل الحق في التمثيل السياسي وليس ادل على ذلك نجاح براك أوباما في تولي قيادة اكبر دولة في العالم اقتصاديا وعسكريآ وغيره من النماذج في بريطانيا وفرنسا وغيرها من الشعوب المتقدمة لم يكن ساركوزي فرنسيآ فهو ينحدر من أصول بولندية وبوريس جونسون أيضا لديه أصول تركيا لا أريد أن أسترسل في النماذج التي تعزز مفهوم المواطنة الا في حدود توضيح الفكرة بأن الدولة لا يمكن قيادتها بمجموعات عرقية اقصائيآ ونخب فاشلة ما حدث في النيل الازرق من تقتيل لمجموعة سودانية يمثل مؤشر خطير في بناء مثل هذه الرؤى والخطاب المعادية للمواطنة ٠

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى