عام

قاسم فرحنا يكتب:هل بات السلام قريبا

منذ أن وضع ولي العهد السعودي سموء الأمير محمد بن سلمان يده على الملف السوداني ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودعوته لإيجاد مخرج عاجل للأزمة السودانية بات الحديث عن قرب توقيع إتفاق للسلام بين الجيش السوداني ومتمردي الدعم السريع يغزو المجالس ويبشر بعهد قادم يضع فيه السودانيين حدا لمعاناتهم المتواصلة مع الحرب الجنجويدية الغزرة التي أحرقت حشا البلاد وأفقرت الأرض والشعب.

حرب لعينة فرضتها دويلة الشر الممولة لقحا والجنجويد بهدف إحداث التغيير الديمقرافي والتجريف السكاني في البلاد وإتاحة عرب الشتات بقيادة الرزيقات من التوغل والاستيطان في السودان… شعبنا يستحق السلام ويستحق أن يعيش في سلام شريطة أن يأتي ذلك منصفا وعادلا.

مع بداية الحرب في الثلث الأول من العام 2023 ظهر منبر جدة التفاوضي وكانت بنوده عادلة ومنصفة وكان من الممكن أن تمنع تمدد الحرب في السودان إلا أن الجنجويد حينها أخذتهم العزة بالنفس فرفضوا ما جاء في منبر جدة فإنتشروا في البلاد ينشرون الرعب ويسحلون ويقتلون ويغتصبون وسط صمت دولي مريب ومباركة ناعمة وإنحياز سافر لبربرية المليشيا وفتكها بشعب السودان الأعزل في مواقع سيطرتها.

وحينما فرض الجيش سطوته وطرد المليشيا من وسط السودان وعمد إلى ملاحقتها غربا أطلت الرباعية التي تتقدمها دويلة الإمارات الراعي الأول والداعم الرئيسي للتمرد بعلم أمريكا نفسها والتي تمثل أحد اضلاع الرباعية المزعومة أطلقت مبادرات هدن قوبلت بالرفض .

تقدم الجيش الميداني أربك المشهد وجعل الأمارات تتحرك في كل المساحات من اجل التوصل لهدنة تمكن مليشيتها من العودة….شعب وحكومة السودان رفضوا وبإجماع جهود الرباعية وطاليوا بابعاد الإمارات منها بحجة أنها متورطة في دعم التمرد وشريك أصيل في تدمير السودان ولا يحق لها الحديث عن السلام وهي عدو صريح يجب محاربته ميدانيا.

مبادرة إبن سلمان قوبلت بقبول كبير من السودانيين مع تحفظات البعض الذين يروا أنها جرء من جهود الرباعية وأن غياب الإمارات ومصر عنها لا يعني أنهما ببعيدين عما يحدث….فالرفض الشعبي لجهود أبو ظبي سيظل قائما فالجيش وضع
شروطه القوية للقبول بالتفاوض مع الجنجويد ومن ثم التوقيع على الإتفاق المنتظر….الان تصاعد الحديث عن إقتراب التوقيع عن إعلان إتفاق يمهد لسلام يضع حدا لماساة السودانيين بيد أن السودانيين أنفسهم خرجوا قبل أيام مفوضين لجيشهم بأن يحسم المعركة ميدانيا.

ماذا هناك؟ هل يواجه البرهان ضغوطا دولية تجعله يرضى بسلام هش يعطي الجنجويد أكثر مما يستحقون؟ أمام أن شروط الجيش القوية بما فيها تسليم الجنجويد لأسلحتهم وجدت القبول من الرياض وواشنطن بوصفهما صاحبتا مبادرة سلام السودان.
طي ملف الحرب في السودان أمر يتمناه كل سوداني ومن حق شعب السودان أن يعيش في أمن وأستقرار في بلاده بدون تمرد ولا تقاطعات دولية تستخدم بعض من ساسته كقطع الشطرنج تحركهم اطماع شخصية كما هو حال قحط الان.
حذارى ثم حذاري من سلام يدخلنا في نفق آخر فالحرب أفضل مليون مرة من التمهيد لإنفصال دارفور إسوة بجنوب السودان الذي أعطته نيفاشا حق الإنفصال…. كن قويا أيها البرهان سيمنحك شعبك المحب لك ولجيشه صوته يوما ما لتحكم البلاد بشرعية وإنتخابات….فاوض وانت قوي ولا تنحني للعاصفة.

نحن كسودانيين نحترم المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا ونقدر جهودها ولن نرضى بسلام هش يحقق تطلعات مقدميه ويجهض حقنا كأصحاب مصلحة في العيش بكرامة وعزة في بلادنا السودان الغنية بمواردها والقوية بجيشها وشعبها الصابر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى