
يمثل يوم التاسع عشر من ديسمبر في كل عام يوما تاريخيا وهاما للشعب السوداني الذي ظل يحتفل بهذا اليوم بوصفه يوما أشرقت فيه شمس السودان الحديث .. (شمسك طلعت وأشرق نورا وبقت شمسين) يوم سطر فيه عظماء الوطن أروع الملاحم وأصدق اللحظات يوم أن قالوا للمستعمر ( يا غريب يلا لبلدك يا غريب يلا سوق معاك ولدك) وأعلنوا من داخل البرلمان حرية وانعتاق السودان من الاستعمار البريطاني المصري الذي جسم على صدر البلاد لأكثر من خمسين عاما تمزقت فيها جبهتها الداخلية ونمت العديد من المشكلات الاجتماعية التي تطورت لاحقا لمشكلات طبقية وعنصرية بغيضة.
التاسع عشر من ديسمبر ليس يوما عاديا بل هو تاريخ وماض تليد وحاضر مجيد ومستقبل لا شك أنه سيكون فريد إن وحد شعب السودان كلمته ونبذ الفرقة والشتات وعليه أن يتوحد كما توحد جيل الاستقلال وصنع لنا التازيخ والعزة والمجد….جيل عبد الرحمن (دبكة) ممثل دايرة بقارة بذلك البرلمان الخالد ومقدم مقترح استقلال السودان في تلك الجلسة التاريخية الاستثنائية التي وضعت حدا لفترة الحكم الثنائي الظالم…..دبكة أعطى المستعمر تأشيرة الخروج بعد جهود جبارة لقيادة السودان انذاك ولعب الشيخ مشاور جمعة سهل نائب دائرة (دار حامد) بنفس البرلمان دورا محوريا في استقلال السودان بتثنيته لمقترح دبكة الذي منحنا دولة كاملة السيادة غير منقوصة الإرادة.
السودان من أوائل الدول الإفريقية والعربية التي نالت إستقلالها ورشحته بريطانيا بأن يكون واحد من أفضل ثلاث دول ذات إقتصاد زراعي متطور بجاتب كندا واستراليا… فشلنا نحن كسودانيين في إدارة دولتنا ذات التنوع في كل شيء وتخطفتنا الأطماع الشخصية وأضعنا دولة كانت ستكون على راس قمة الهرم العالمي.
اليوم التاسع عشر من ديسمبر يصادف الذكري 70 لإعلان إستقلال السودان من داخل البرلمان هذه الذكري التي تمثل يوما وطنيا وعيدا يبتهج فيه السودانيين بتاريخهم المشرف وهم يتطلعون لمستقبل مشرق….الآن البلاد تعاني من ويلات حروب مدمرة صنعناها بأنفسنا وجعلنا غيرنا يتحكم في مصيرنا ويقرر بشأننا…نحن الآن تحت قبضة الإستعمار الناعم وعلينا أن نقود ثورة التحرر من جديد…وأن تفرض علينا دولا بعينها سلاما يخدم مصالحها فهذا في حد ذاته إستعمار!!!! ….وأن نرهن إرادتنا لقادة بعض الدول هذه تحتاج لجهود لا تقل شأنا عن جهود أزهري والمحجوب في صناعة الدولة السودانية الحديثة والتي ضاعت تحت أقدام الطامعين.
الجنجويد وأعوانهم يحملون راية الإستعمار الجديد ويدمرون البلاد ويسلمونها تسليم مفتاح لمن يدعمهم في هذه الحرب اللعينة التي فرضت علينا واقعا لا نريده….وحينما يتقدم جيشنا ميدانيا يعطلون تقدمه بمبادارات شيطانية مدعومة بحملات اعلامية داخلية يقودها دعاة الحرب في الخفاء…. الشعب السوداني يريد دولة لا فيها شق ولا طق…دوله تصنع قرارها بنفسها وتحكمها إرادة سودانية خالصة…على القيادة أن تمسك بريموت التحكم وتهديء من اللعب….نحن لا نحتاج لأحد عزيزي البرهان دع قادة العالم يأتوك ليقدموا حلولهم وانت خالف رجل فوق رجل….الدولة في حالة حرب ولا يغرنك تغبيشهم للواقع…..إنهم يدسون السم في الدسم وسيمنحونك سلاما هشا يعيد انتاج الأزمة لاحقا… فالسودان أكبر من أن يتحكم في مصيره هؤلاء.






