
سياقات الأزمة السودانية وآثارها التي لم يصرح بها في زيارة ترامب الا انها كانت حاضرة بلغة مختلفة وإشارات رغم وضوحها الا ان البعض لم يلتقطها لقد منحت السعودية الضوء الأخضر لإعادة ترتيب المنطقة من الفوضى التي خلفتها أبوظبي سنرى ادوار في مقبل الايام للسعودية بصورة واضحة في الأزمة السودانية وعدة ملفات في المنطقة في ليبيا وسوريا بصورة أكثر وضوحا خاصة بعد تأهيل الجولاني هذا لا يعني بأن أبوظبي قد انتهى دورها فهي لا تصلح في إعادة التأهيل والترتيب أو هكذا رسم لها أن تكون بمثابة الفتى المشاغب في المنطقة.
لم يتطرق ترامب الأزمة السودانية رغم حديثه عن الأزمات المنطقة من غزة وسوريا وغيرها من الأزمات لكن الإشارات كانت واضحه بأن ولي العهد السعودي سيكون له دور محوري في أزمات المنطقة ومعالجتها بالتاكيد وفق الرؤية الأمريكية ٠ السؤال الأكثر إلحاحا كيف سنقابل اي مشروع لتسوي الأزمة السودانية ؟ بالتاكيد لا يمكننا مقابلة اي مشروع للتسوية بشعارات جوفاء ولا بتجمع أحزاب الكتلة الديمقراطية ومشايخها ٠
فهذه الأزمة تتطلب رؤية سياسية وطنية شاملة ولا تسقط الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الارهابية وزراعها السياسي طوال هذه الحرب والفترة التي سبقتها من إغلاق للعملية السياسية ٠
الان الواقع السياسي أكثر تشظئ من الفترة التي سبقت الحرب مما يتطلب اعادة بناء تحالفات سياسية بصورة تناسب المرحلة صحيح اليوم يوجد حد أدنى من الاتفاق بين القوة الوطنية فيما يتعلق برؤية انهاء الصراع وتصفية دور المليشيا في المستقبل ويجب أن تستمر هذه الرؤية لان انهاء اي دور للمليشيا يجب أن تكون رؤية استراتيجية تتعلق بضمان وسلامة اي عملية سلمية في المستقبل ٠ كما هو متوقع بدأت إشارات تصدر من ولي العهد السعودي تتعلق بإنهاء الصراع وإحلال السلام دون ان يكون هناك إطار واضح لهذه العملية ٠ سيكون منبر جدة مرجعية وهذا لا يمنع ان تكون هناك رؤى أمريكية سعودية جديدة لإنتاج صيغة سياسية مختلفة هذه المرة مما يخلق حالة معقدة تستوجب رؤية وطنية واضحة ٠
لكن الدولة السودانية قد تجاوزت صيغ اتفاق جدة امتلكت زمام المبادرة عسكريآ وسياسيآ ويمكنها أن تضع شروطها أبعد مما تصل اليه مدفعيتها الميدانية عمليا اختطف الدولة الذي قادته الامارات قد فشل اعتقد بأن الدور السعودي سينحصر في تنظيف الفوضى التي أحدثتها الامارات في المنطقة من سوريا وليبيا والسودان والصومال هذه الخلفية ذات أهمية بالغة في مشروع الهيمنة الأمريكية وذات مخاطر عالية على امن منطقة البحر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا لذلك من المتوقع في الخطة الأمريكية السعودية ان تعمل على تهدئة المنطقة دون ان تخسر نفوذها ودون أن تمنح الأنظمة في المنطقة اي جزرة وميزة تفضيلية ٠
هذا لا يعني بأن السعودية العربية ليس لديها مخاوف من هذا الصراع ولا يمكن أن تقبل بأن تكون خاصرتها في الساحل الغربي للبحر الاحمر رخوة امنيا ولا يمكنها كذلك أن تجازف بهذه المسألة اطلاقا مهما كان الدور الذي سمح لها به ان تلعبة في المنطقة ٠






