تقارير وحوارات

شبكات “السر”… وهم الثراء السريع يغزو إفريقيا

تقرير:مروة الدرديري

تشهد عدد من الدول الإفريقية، انتشار شبكات غامضة تروّج لما تُسمّيه “السر”، وتغري الناس بدفع مبالغ مالية مقابل وعود خيالية بتحقيق أرباح كبيرة وسريعة.
لكن خلف هذه الوعود البراقة، تختبئ عمليات احتيال منظم تستغل حاجة الأفراد وطموحهم إلى تحسين أوضاعهم المعيشية في ظل الأزمات الاقتصادية المتزايدة.

حلم الثراء يتحول إلى فخّ

تبدأ القصة حين يُطلب من الضحية دفع مبلغ مالي مقابل الحصول على “السر” الذي سيمنحه — كما يُقال — طريقة خاصة لجني الأموال.
لكن بعد الدفع، يكتشف المشترك أن عليه جلب أشخاص آخرين ليقوموا بالأمر نفسه.

بهذا الشكل، يتسلسل النظام بطريقة هرمية تُشبه ما عُرف سابقًا بشبكات “جانغو” أو التسويق الهرمي، حيث يستفيد القائمون على القمة فقط، بينما يخسر معظم المشاركين أموالهم وجهودهم.

لا مشاريع حقيقية… بل وعود زائفة

لا توجد منتجات ملموسة أو استثمارات حقيقية خلف هذه المنظومات. كل ما في الأمر سلسلة من الوعود المعسولة التي تُباع تحت مسمى “السر”.
وبينما يتحدث المروجون عن “الحرية المالية” و”الفرص الحصرية”، يكتشف الضحايا لاحقًا أن “السر” الحقيقي هو كيفية جمع أموال الناس بطرقٍ غير مشروعة.

تحذيرات من الخبراء 

يحذر خبراء الاقتصاد الرقمي من أن هذه الأساليب تعتمد على الخداع النفسي واستغلال الثقة، إذ تُلبس الاحتيال ثوب الفرص الاستثمارية الحديثة.
وتدعو الجهات الأمنية المواطنين إلى عدم الانجرار وراء مثل هذه الوعود، وعدم تحويل أي مبالغ مالية لجهات مجهولة أو غير مرخصة، مشيرةً إلى أهمية الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.

الوعي هو الحماية الأولى

مع تزايد معدلات البطالة وغلاء المعيشة، يجد الكثيرون في هذه العروض مخرجًا سريعًا من أزماتهم المالية، لكن النتيجة غالبًا ما تكون العكس تمامًا.
ويبقى الوعي والتثبّت من مصداقية أي مشروع أو شبكة هو السلاح الأقوى لمواجهة هذه الظواهر.

تُباع الأوهام تحت اسم “السر”، لكن الحقيقة أن السر الوحيد هو كيف تُستغل ثقة الناس لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى