آراء ومقالات

سهير محمد عوض تكتب: عقوبات على كولومبيين 

فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شركات وأفراد من كولومبيا متهمين بإرسال مرتزقة إلى السودان. وهنا يبرز السؤال المنطقي: ما العلاقة بين السودان وكولومبيا؟ فهي ليست دولة مجاورة، ولا تجمعنا بها لغة أو دين أو أي روابط ثقافية أو اجتماعية. إذن من الذي استقدم هؤلاء؟ ومن الذي يمولهم؟

هذه الأسئلة توضح أن العقوبات على الأطراف الكولومبية وحدها لا تكشف الصورة كاملة، وأن هناك جهات أخرى لها دور أكبر يجب تسليط الضوء عليه. لقد حاول البعض إخفاء الداعم الحقيقي والمتهم الأساسي بتقديم الدعم المالي واللوجستي للمليشيات

لكن الأحداث الأخيرة كشفت الكثير. فكمية الأسلحة التي وصلت إلى المعارك وانتهت في يد الجيش السوداني أصبحت شاهداً على حجم التدخلات الخارجية، وفي الوقت نفسه جنّبت السودان إنفاق مليارات كانت ستُصرف على التسليح، كما أحرجت جهات تصنيع ونقل هذه الأسلحة.

وبفضل صمود القوات المسلحة واتحاد الشعب خلفها، بدأت الحقائق تتكشف للعالم، وأصبح الإعلام الدولي يذكر بوضوح الجهات المتورطة في إطالة أمد الصراع. وهذا ما يبث الطمأنينة بأن السودان يقترب من تجاوز هذه الأزمة والانتصار على المشاريع الخارجية التي تستهدف وحدته واستقراره.

وهزيمة هذا المشروع تعني سوداناً مستقلاً، سيد قراره، محصناً من التدخلات الأجنبية، وقائماً على مصلحة الشعب وسيادته، وقادراً على مواجهة الفساد من الداخل.

إن مواكب 13 كانت رسالة واضحة للعالم بأن الشعب السوداني موحّد ضد أي تدخل خارجي، شعب صاحب حضارة وتاريخ يمتدان لأكثر من سبعة آلاف عام. ومن حق كل سوداني أن يرفع رأسه فخراً بانتمائه لأرض تشكل واحدة من أعرق الحضارات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى