ترتبط العينان ارتباطًا وثيقًا بالدماغ، فعند الإفراط في استخدامهما، تتعب العضلات المحيطة بهما، مما يؤدي إلى الألم وعدم الراحة. ولأن العين عضو حساس، فإن التركيز المطول على الشاشات أو المهام الأخرى قد يُسبب جفافها وتهيجها والتهابها. يمكن أن يُسبب هذا الانزعاج مجموعة من الأعراض، بما في ذلك الصداع، وتشوش الرؤية، وحتى الصداع النصفي.
كما أنه بسبب العلاقة المعقدة بين العينين والدماغ، عندما تكون العينان تحت تأثير الإجهاد، يُطلق الدماغ مواد كيميائية مُسببة للألم. وهذا قد يؤدي إلى دورة مُتكررة من الألم وعدم الراحة يصعب التخلص منها.
يمكن أن تُسبب بعض أمراض العين والأمراض الجهازية أيضًا الصداع وآلام العين، بما في ذلك أخطاء الانكسار غير المُصححة، واضطرابات الرؤية الثنائية، والزرق، والتهاب القزحية، والتهاب العصب البصري، والتهاب الصلبة، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والصداع النصفي، والتهاب الجيوب الأنفية، واضطرابات المناعة الذاتية، واضطرابات الغدة الدرقية. على سبيل المثال، قد يؤدي ارتفاع ضغط العين إلى ألم في العين وصداع، كما قد يؤدي جرح في السلك الواصل بين العين والدماغ إلى ألم في العين وصداع وفقدان البصر، وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إجهاد العين وصداع، بينما قد يسبب اعتلال الشبكية السكري ألمًا في العين ومشاكل في الرؤية.
كما قد تسبب نوبات الصداع النصفي صداعًا شديدًا وألمًا في العين. وقد تسبب التهابات الجيوب الأنفية ألمًا رجيًا في العينين والرأس. كما قد تسبب حالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة التهاب العين والصداع. وقد يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها إلى مشاكل في العين وصداع.
إذا كنت تعاني من صداع متكرر أو شديد، فمن المستحسن فحص عينيك. يمكن لطبيب العيون تقييم رؤيتك وتقديم إرشادات حول كيفية تقليل إجهاد العين. يمكن للتغييرات البسيطة، مثل ضبط إعدادات الشاشة، وأخذ فترات راحة منتظمة، وارتداء العدسات التصحيحية المثالية ذات الطلاء الواقي، والرمش بانتظام، والحفاظ على ضغط الدم ومستويات السكر والغدة الدرقية في وضعها الطبيعي، والتحكم في ضغط العين، وممارسة تمارين العين، أن تُحدث فرقًا كبيرًا. حتى لو زرت طبيب عيون، فمن الضروري أيضًا استشارة طبيب صحة عامة لاستبعاد أي مشاكل صحية كامنة أخرى قد تُسهم في صداعك.
لا تتجاهل العلامات التحذيرية، إذا كنت تشعر بالصداع، فاتخذ الإجراء اللازم. حدد موعدًا لفحص العين وفحص الصحة العامة، واتخذ الخطوة الأولى نحو حياة أكثر راحة وخالية من الصداع.
