
أثبتت الحرب ان جهاز المخابرات ليس فقط جهاز لجمع المعلومات وتحليلها بل اصبح قوة قتالية فعالة عند الضرورة ،لقد لعب دورا مهما فى قلب موازين الحرب لصالح الجيش من خلال هيئة العمليات التى تعكس اهمية التكامل بين العمل الاستخباراتي والعمليات العسكرية في النزاعات الحديثة،
وهيئة العمليات بحسب المصادر الاعلامية هي وحدة قتالية خاصة تابعة لجهاز المخابرات العامة السوداني، تأسست لمكافحة التهديدات الداخلية والخارجية، قبل تفكيكها رسميا فى عام 2019م من قبل حميدتي فى اطار التهيئة لانقلابه المسلح المشؤوم، وكانت الهيئة تشارك في عمليات مكافحة الإرهاب وتأمين المنشآت الحيوية،ومع تمرد حميدتي وانتهاك مليشياته للقانون الدولي الانساني شاركت عضوية المخابرات فى القتال بجانب الجيش ومع تصاعد الحرب، عادت العناصر المسرحة للعمل من جديد والانخراط في القتال إلى جانب اخوتهم فى الادارات، فنفذوا عمليات نوعية استهدفت قيادات المليشيا بالاغتيالات الدقيقة والهجمات الخاطفة على مراكز القيادة والإمداد، عن طريق فرقا متخصصة فى الاختراق ، وجمع المعلومات الاستخباراتية من داخل معسكرات المليشيا وقياداتها الميدانية فساعدت هذه المعلومات فى تنفيذ عمليات تخريب وتعطيل تحركات العدو، كما قامت بتطبيق تكتيكات حرب المدن والعمليات السرية، ما منح الجيش تفوقا فى المعارك،بجانب استخدام الاساليب المتقدمة مثل الطائرات المسيرة واجهزة التشويش الالكتروني والقنص الدقيق لتعزيز القدرات القتالية للجيش فهذه الاساليب وحدها اضعفت القيادة الميدانية للمليشيا وكشفت زيف قدرات عناصرها على حرب المدن والقتال غير التقليدي، مقابل قدرات عناصر المخابرات العالية على التحليل والاستنتاج، فضلاً عن مهاراتهم في جمع المعلومات وإدارة العمليات السرية،واتصافهم بالذكاء والقدرة على التكيف والمهارات القتالية والامنية، والقدرة على التخفي والتنكر، والاخلاص والانتماء الوطني والتجرد ونكران الذات ،والصبر والانضباط النفسي، والتفكير الاستراتيجي،واتقان اللغات والتواصل الفعال، واعتقد ان عناصر بهذه الدرجة من الوعي هم يمثلون الدرع الواقي لامن السودان واستقراره ويمثلون ايضا الدور المحوري فى حماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية، فالمهنية والانضباط والالتزام بمصلحة الوطن فوق كل اعتبار قلما تجدها فى غير عناصر المخابرات فى هذا الزمن الاغبر، لذلك فان الحفاظ على مهنية هذا الجهاز مسؤولية مشتركة، تبدأ من الجهاز نفسه وتمتد إلى كل فرد من أبناء هذا الوطن. فالشفافية والانحياز للمصلحة القومية، بعيدا عن الشائعات والاملاءات والولاءات الضيقة ، هما صمام الأمان لاستمراره في أداء مهامه بفاعلية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر دعم استقلاليته، ليبقى مؤسسة سيادية تعمل لصالح السودان بكل مكوناته، كما أن المواطن الواعي بدوره في حماية السيادة الوطنية يتحمل مسؤولية دعم هذه المؤسسة وعدم الانجرار وراء حملات التشكيك أو التضليل التي تستهدفها، فمن دون جهاز مخابرات قوي ومحترف، تصبح البلاد عرضة للمخاطر الأمنية التي تهدد كيانها واستقرارها، وفى الختام لايسعنا الا ان نتقدم بخالص الشكر والتقدير لمدير المخابرات العامة الفريق اول ركن ابراهيم مفضل ونوابه ومدراء ادارات المخابرات على جهودهم المقدرة فى حفظ امن الوطن واستقراره ووحدته من عبث المليشيا وحواضنها السياسية ، ان تفانيكم وتجردكم واخلاصكم فى حرب الكرامة وسهركم الدائم لحماية البلاد يعكس روح الوطنية والمسؤولية العظيمة التى تتحلون بها ،دمتم درعا حصينا وسندا متينا للوطن والمواطن.






