
النظام التشادي متفق مع الامارات على دعم التمرد لوجيستيا عبر مطار “ام جرس”، في خطوة تهدف الى زعزعة استقرار السودان وتشريد شعبه، هذا الدور التشادي لم يعد خافيا على احد، وهو يتناقض مع تعهدات الرئيس التشادي محمد ادريس ديبي خلال زيارة مبعوثيه الاخيرة الى بورتسودان، حيث التقوا رئيس مجلس السيادة الانتقالي واكدوا التزام كاكا ببذل المزيد من الجهود للحد من نفوذ المليشيا فى الحدود.
لكن، على ما يبدو، كان للامارات رأي اخر، اذ استدعت كاكا لزيارة ابوظبي، حيث وبخته، وامرته باجراء اصلاحات جوهرية في المنظومة الامنية والدفاعية لحماية نظامه من الاختراق، وللأسف الشديد، استجاب كاكا لهذه الاملاءات دون تردد، منفذا الاوامر كأنه تابع صغير، متجاهلا وعوده السابقة للسودان، ونتيجة لهذا الانصياع، اجرى تغييرات جوهرية في مؤسسات الامن والدفاع، حيث تم تعيين شخصيات موالية للامارات، مما ادى الى تصعيد عمليات الدعم اللوجستي للمليشيا عبر اضافة مطار “حسن جاموس” فى انجامينا الى خط الامداد.
لكن المفارقة ان هذه الاضافة، التى جات كجزء من مخطط لاضعاف السودان، عادت للسودان بفوائد غير متوقعة، اذ تمكن الجيش من الحصول على احدث المعدات العسكرية التي منعت عنه بقرارات دولية، لكنه حصل عليها من المعارك مع المليشيا ، وكان هذا فى وقت كان السودان يسعى فيه جاهدا للحصول على هذه المعدات بموارده الذاتية، الا ان الدول ظلت تعتذر وتتنصل عن دعمه فى اطار مخطط مدروس لتضييق الخناق عليه لتقويض وحدة البلاد.
ان قلة خبرة كاكا السياسية، الى جانب حداثة سنه، جعلته يثق فى الامارات التي لم يكن لها فضل على تشاد بقدر ما استفادت من السودان على مدى العقود الماضية فى التخطيط والتنمية وفى التدريب العسكري فالامارات كانت ترسل قياداتها للسودان لتعليمهم الرجولة والشجاعة، والدليل على ذلك محمد بن زايد نفسه، الذي تخرج في الكلية الحربية السودانية، واحتك بالسودانيين عن قرب، فكان شاهدا على ذكاء السودانين وحنكتهم، فالسودانيين اضافة الى ذلك عُرفوا تاريخيا بالطيبة والمودة والتسامح، لكن اذا استفزوا فهم عندئذ اسود، واكثر مايميزهم ليسو اهل دنيا وليس لديهم مايخسروه، سيان عندهم الموت والحياة.





